vendredi, mai 12, 2006

حبيبتي والناس



لاحت من بعيد كرغيف شمس محترق..بدت وكانها زمن بلا ساعات بلا ايام..بؤرة احاسيسها ظهرت جافة متغيرة الالوان..السواد في عينيها يبكي عليها..الكلام مات فوق شفتيها..مزق كل سكون اثقل كل وجوم..عندما تكلمت سمعتها تصرخ تستجدي الشجر تنادي الحجر..من يجيبها.من ياخذ بيدها.من يعيد قصتها للحياة للقدر...من يفتت حزنها ويمسح جبين كآبتها...في ذهول وقف الناس ينظرون الى هذه الغريبة..في شماتة وقفت اللحظات تحذرهم من الاقتراب منها...انها ساقطة..هكذا كان النداء وهكذا امست موصومة..انها مشؤومة رددت كل الاصوات كانهم يعرفونها قبل الوجود...عبثا كانت محاولتي للدفاع عنها للحفاظ على قليل من كبريائها...عبثا وقفت ارمي عنها اللوم والالم...اصونها من هول نار امتدت الى فستانها الممزق..ارفعها فوق مستوى كلامهم اللئيم الذي انبت الاشواك بين يديها تحت قدميها..عبثا صنعت لها احساسا اوجدت لها شعورا..اوقفت عنها غضب السماء....وحيدة في آلامها جاءت الى دنيا الاحزان ..وحيدة كانت في كونها ساعة مولدها..وحيدة مع قدرها مشت فوق الارض تلاقي سوط عذاب هو في همس الناس حولها.. لم تكن يوما مستعدة لتقي نفسها من لسعات البرد ..كانت دائما عارية تحت السماء ..كانت عازفة عن كل دفء عن كل لحاف...لم تقبل ابدا ان تغني للشمس او تغني لها الشمس...رمت كل ما في يديها وهبت تصارع الليل وكلام الناس ...مزقت كل الاوراق التي كتبت حروفها بالدمع والدم...احرقت مصيرها المكبل حياتها المستحيلة احلامها اللئيمة...كانت فكرة هائمة ليس لها ارض ولا عنوان...كانت تخشى العودة الى عالم العوام...خواطرها لم تجد لها موضعا...هائمة هي حتى النهاية ونهايتها تعرفها اكثر مما تعرف نفسها...خوفها من المجهول سلب منها الابتسامة..لم تبتسم مدة طويلة..شبح ابتسامة مر فوق شفتيها وهي تواجه الموت والرجم والحجر..فكرت ان تشكر الله..ان تصلي له صلاة البراءة.وقفت في ركن منزو احملق في وجهها المستسلم وهو يتلقى الاهانة ولعاب الناس..لم افعل شيئا مثل الاخرين..كنت افهم ما يصطخب في اعماقها...كان يجمع بيننا شيئ خفي...شيئ من الحب والعشق والحنان...كنت احس بوجودها في دمي قبل وجودي...كنت امضي مع كياني اصنع لها كيانا ابني لها هيكلا...كنت اسعى الى لقياها حين ينام الطير والناس..اضمها وانهل من شفتيها حتى الثمالة...كم من مرة تمردت على نفسي على عالمي لاحفظها فكرة جميلة بين ثنايا قلبي..كم مرة قاسيت ومضيت تحت المطر وتسلقت الجدران الشوكية لأهب لها ما لم تهبه لي الحياة...لكن هاهم الناس اليوم ينزعون عنها كل شعور يخلعون عنها كل احساس...هاهي الاصوات تتعالى لتجلد المسكينة بسياط الاتهام... هاهي احلامي تتهاوى وعشقي يدمر... ما العمل يا ربي..كيف اقف والارض تميد تحت قدمي..كيف الخلاص.. اين الخلاص..عذابها يطمس الجميل ومعناه..ساقف صنما زجاجا يتقبل كل البصمات..اريد ان أتمم حكاية عمري معها ان امزج ماضي بماضيها.اريد ان اسجل ما نهبته منها الاقدار...يوما سامضي الى قبرها كلما اردت شعورا تمنيت احساسا اشتقت حلما..سامضي الى فتاتي التي وقفت صامدة وسقطت صامدة..ساحفظ اسمها أرويه شعرا أكتبه نثرا على جدران الناس أهديه حبا لكل عاشق ولهان..حزنها ساقرؤه قصائدا لكل الناس.. اولئك الذين مزقوها وفي القبر المنسي طرحوها..لايهم عزيزتي ستبقي دوماحبيبتي
في 9/5/2006 الساعة 10:39 PM

3 commentaires:

Anonyme a dit…

Super color scheme, I like it! Good job. Go on.
»

Anonyme a dit…

This site is one of the best I have ever seen, wish I had one like this.
»

Anonyme a dit…

Hallo I absolutely adore your site. You have beautiful graphics I have ever seen.
»