lundi, juin 12, 2006

الشرطة في خدمة الشعب 3

المشهد رقم 3

التفتت سريعا الى آنستي وأشرت لها خفية بأن تصمت خشية أن يفور الدم في عروق الشرطي ويضع الحديد في معصمينا...لقد فهمت ما يقصده الشرطي بالورقة الخضراء...هي ورقة مالية خضراء اللون من فئة 50 درهما،تسلم عندما يكون الخطر وشيكا،فتنفتح الأبواب المغلقة بقدرة قادر،وتبسط الأمور،وتضع لك السجاد الأحمر في الطريق...ولكن...من أين لي بهذه الورقة المعجزة الآن؟؟...إننا في ورطة حقيقية...التفتت يمنة ويسرة...لاأحد من الأصدقاء أو الأقارب...سوء الحظ يلازمني هذه الأيام
همست خافتا لآنستي إن كان يوجد في محفظتها ورقة ذات لون أخضر أو بني أو أزرق...أومأت برأسها بالإيجاب...معها ورقتان بنيتان من فئة 20 درهما...أخدتهما وبسرعة البرق وضعتهما في كف الشرطي وأنا أبتسم ابتسامة فاقعة اللون...همهم الشرطي قائلا
ورقتان بنيتان ليستا بقيمة ورقة خضراء أيها العاشقان
أوجست خيفة...وانتابني شعور بالإحباط...لكن ارتحت قليلا عندما أردف
لايهم...لايهم...المرة القادمة احضر معك ورقة ذات لون أزرق(200 درهم) إذا أردت الإستمتاع بالبحر ليلا...اووووكي
اوووكي سيدي الشرطي المحترم...مع ألف سلامة...طابت ليلتك
امتطت الجثة الضخمة الجواد...وسارت تبحث عن عشاق البحر المفلسين مثلي...هنالك دوما صيد وفير يجود به البحر ليلا
أواه...جلسة رومانسية بثمن مرتفع للغاية :صداع رأس،رعب،كارثة،وفضيحة محققة لآنستي،وربما أسنان محطمة بلكمة من أبيها...لا...لا....لن أفعلها مرة ثانية...ليست لدي القوة لمواجهة هذه الآهوال...علي أن ألتزم بالقانون والقرارات الحكومية والمواثيق الدولية...فالشرطة في خدمتي وفي خدمة عشاق الشعب...وإذا شدني الحنين يوما الى البحر مع محبوبتي فعلي أن أحمل معي رزما من الأوراق الخضراء والبنية والزرقاء...فذلك ثمن التهوية والرومانسية على شاطئ الغرام
يقولون :"الشرطة في خدمة الشعب"...وأقول :"الشعب في خدمة الشرطة
(انتهى)

الشرطة في خدمة الشعب 2

2 المشهد رقم
تجمد الدم في عروقي...آنستي ترتجف...هي خائفة من أن يسوقنا الشرطي الى المخفر ويكتب لنا محضرا...ستكون مصيبة...عائلتها ستعرف بالأمر وستحدث الكارثة...ما العمل يا إلاهي؟؟...نبرة الشرطي تزداد حدة وقسوة...صوته يعلو فوق توسلات آنستي،ولا يبالي بدموعها...لامجال ليتساهل معنا أو يرأف لحالنا...سألت الشرطي
ما العمل الآن سيدي؟-
سنتخد الإجراءات اللازمة ضدكما،وسنطبق عليكما القانون بتهمة الفساد...هناك محضر..وهناك محاكمة
رحمتك يا سيدي...والله نحن هنا للحديث الى بعض...لم نفعل شيئا مشينا-
ألا تعرف يا بني أن شيئا آخر يجلس بينكما؟؟-
ليس هنالك أحد يجلس معنا...ليس في المكان إلا أنا وآنستي-
الثالث بينكما هو الشيطان يا مغفل...إنه معكما،فوقكما وتحتكما...ويقرب بينكما المسافة
يا للكارثة العظمى (تمتمت في نفسي-
هيا...أريني بطاقتكما الشخصية الثبوتية-
مددت له البطاقتين...نظر إليهما...قوس حاجبية الكثتين...وضغط على شفتيه الغليظتين...وهمهم قائلا
أوراق مضبوطة...تمام...ولكن لاتوجد معها الورقة الخضراء...أين هي؟؟-
يا للمصيبة...لقد صرفت الورقة الخضراء...اشتريت بها مثلجات وبندق وحفنة من الكاوكاو لآنستي...لم يبق في جيبي إلا القليل من القطع النحاسية
استدارت نحوه آنستي وسألته
ماهي هذه الورقة الخضراء سيدي؟؟...وزارة الداخلية لم تسلمنا غير هذه الورقة البلاستيكية التي بين يديك
(يتبع)