jeudi, juin 08, 2006

لاأعرف


لاأعرف ما يحركني عند عتبة بيتك الصغير
عندما أتيه وأضيع بين المعقول واللامعقول
في عشك الحريري،في صحرائك مجهولة الهوية
أسأل ماذا ختام الرواية...تجيب كيف كانت البداية
لاأعرف ما يلزمني عند شقشقة الفجر
أن أحضن عذابي وأحضنك...أن أبلع لعابي وأبلعك
في يوم يولد،في يوم يموت، أتمناك و أتمناك
لاأعرف ما يجذبني الى جاذبية مجرتك
لم أولد إلا لأحبك...لم أوجد إلا لأهواك
آه...ما أحلك من هذه الليلة وما أحلاك
أعرف مذاق الملح والسم...أعرف لعق الجراح والغم
ظمأي لسمائك ليس له حدودأرحل لأعود...أخاف الغيب والشوك والورود

متى؟؟....كيف؟؟

لانعرف (متى) أبدا...وهذه ( المتى) هل ستحصل يوما...وعندما يحين اليوم الموعود لانعرف ""كيف"" ...عليك الملاءمة بين (متى) و"" كيف""...انتظار يوم آخر...لحظة أخرى...يمكن للأمورأن تتطور الى الأحسن أو الى الأسوء حسب ما تريد أو ما لاتريد...كيف ذلك؟؟ لاأدري ولا تدري...ليس لك إلا الأمنيات أو الخيبات تتلوها الخيبات...الحياة وعاء أحدات غير منتظرة...لا تعرف هل تتقدم أو تتأخر...مجريات الأمور يمكن أن تكون سيئة أو طيبة...آنت وحظك
تنشد التغيير...نعم للتغيير...إذن قم بتغيير عالمك وابدأ بتغيير ملابسك، وحبيبتك،وقطتها وقطتك،ولما لا ذماغك،جلدك أو مدينتك...لايهم متى التغيير...يهم كثيرا(كيف) التغيير...اختر الزر المناسب واضغط عليه...ربما زر أخضر...ربما زر أحمر...ربما ستتحقق رغباتك أو تتفتت أحلامك شظايا صغيرة...أو ستنتحر...(متى) ...(كيف)...لاأدري ولا تدري

المسؤولون والثعبان/نموذج للتفكير العربي

حكاية واقعية
كان يا ما كان مدرسة قروية تطل على المدينة...لم يكن يفصلها عن عالم الحضارة سوى بضعة كيلومترات...هذه المدرسة لها مشكلة
عويصة تتلخص في أنه عند اشتداد الحرارة،وارتفاع منسوب الزئبق في المحرار تكثر فيها الثعابين والحشرات السامة من كل صنف...التلاميذ فزعون،والأساتذة مرهوبون،والمدير يشد شعر رأسه ويستغيث وليس هنالك من مغيث...كتب للمسؤولين...لرجال السلطة دفع الشكايات تتلوها شكايات...اليأس تمكن من الجميع...الممنوعات كثرت في المدرسة البئيسة :ممنوع الجلوس بقرب الأعشاب،والجلوس فوق الحجر،وقضاء الحاجة في الحفرة(للعلم فالمدرسة بدون مرحاض)...ياللمصيبة...كيف التعامل مع الخوف؟؟...كيف الجمع بين الرهبة وتلقي العلم
صباح يوم جميل،توقف عند باب المدرسة موكب سيارات رسمية...نفر من المسؤولين أتوا يستطلعون الأمر...كان هنالك قائد المنطقة،وطبيبة المنطقة،ومنتخب المنطقة،والمسؤول التربوي ورتل من التابعين والتابعات...تجولوا في المدرسة...بالطبع،الثعابين استحيت واختفت لهول ما رأت...تناقش السادة المسؤولون فيما بينهم وحزموا أمرهم وأخبروا المدير المهموم بالتالي : "ُعليك أن تزيح كل حجر في المدرسة،وكل عشب طال واستطال،وعليك أن تطمس آثار كل الشقوق والحفر،وأن تفزع الطيور حتى لاتبني أعشاشها في فتحات وسقوف الأقسام..فالثعابين تتبع البيض وفراخ الطير..."وماذا بعد ذلك يا حضرة السادة المحترمين؟؟؟"عليكم أن تحرموا الأطفال من التجوال بين الأركان،وعليكم أن تقلموا أغصان الأشجار...وتنفدوا التعليمات والأوامر،وارسلوا لنا بسرعة تقارير حول ما قمتم به..."يا للهول...هؤلاء السادة المسؤولون يطلبون أن ندك المدرسة دكا،ونحطمها تحطيما حتى لا يخرج الثعبان ويتجول...لاشك أن الثعبان خائف أشد الخوف من أفكار هؤلاء المفكرين العظام...نظر الأساتذة الى بعضهم مندهشين...ماذا لو زودونا بقارورة سم لايساوي ثمنها بضع دريهمات مما أنفقه هؤلاء المسؤولون للتنقل في طابور السيارات...ماذا لو أراحونا وأراحوا أنفسهم وأراحوا الثعبان المسكين،وأبقوا أفكارهم النيرة حبيسة أذمغتهم الصغيرة
لكن هذا هو حالنا...كثرة في الكلام وقلة في العمل...نحن العرب ظاهرة لغوية بامتياز يا سادة...أكيد أن الثعبان سيرحمنا ويرحم أطفالنا الصغار لو علم ما قاله المسؤولون المحترمون
فكرت شخصيا في حل مناسب طرحته لزملائي الأساتذة :"لماذا لا نتعايش مع الثعابين ونوقع معها معها معاهدة صلح وعدم اعتداء؟؟؟...ستكون سابقة ونموذج يحتدى به في العالم العربي"...ضحكنا حتى استلقينا على قفانا...على كل حال فالثعابين أرحم من النكد الذي يأتي به البشر
حقيقة يجب أن تقال :هؤلاء المسؤولون هم الثعابين...وهذا الثعبان هو المسؤول...هو على الأقل لايخرج من جحره إلا عند الضرورة القصوى ولا يعتدي على أحد إلا عند شعوره بالخطر،وليست له أفكار تفتت الحجر وتزيد نسبة السكر في الدم...أما المسؤولون عندما يخرجون من جحورهم فتلك مصيبة،وتلك كارثة وتسونامي...وتلك الطامة الكبرى..............وعلى بركة الله انتهت الحكاية......والى حكاية أخرى إن شاء الله