jeudi, juillet 13, 2006

طفل القمامة 2



شاهدته من نافذة البيت...كان هنالك يقف وحيدا مغبرا،أشعتا،دوشعر طويل رطب يغطي عينيه الحزينتين...ملابسه تشرح بالواضح قسوة أقداره...في رجليه النحيلتين صندل بلاستيكي قديم...عمره لايتجاوز العاشرة...في إحدى يديه كسرة خبز يابسة يحاول تكسيرها بأسنانه...هو يقف وحيدا هنا بجانب صندوق القمامة،مشردا لاأهل ولا مأوى...وكأن العالم لفظه وتخلى عنه
بدأ البحث في صندوق القمامة لكنه فوجئ بمجموعةمن القطط تكشر عن أنيابها وتترصد له بأصواتها الحادة،فهي لا تريد له أن يشاركها طعامها أو يقتسم معها بقايا اللحم العالق في العظام...حاول إدارة معركة معها بعصا صغيرة،لكنه لم يفلح في طردها من الصندوق...لقد احتلته القطط بالقوة وعليه البحث عن قمامة أخرى...الروائح الكريهة أصبحت زكية بالنسبة له بكثرة ما أنفه الصغير تعود عليها واستساغها...الميكروبات له صديقة بكثرة ما تسكن جلده،فمناعته قويةولا خوف من أن يصاب بالتهاب اللوزتين أو نزلة برد...فهو ليس مثل الأطفال الآخرين الذين ينعمون بيئة نظيفة وأحضان دافئة...الكلاب والقطط أمست جزءا من عالمه،فهو دائم الصراع معها على اللقمة العفنة..مرة يفوز عليها،ومرات تترك آثار جروح على جسمه الهزيل
ليس هو الوحيد الطفل المشرد،التائه في الغابة البشرية..فأمثاله كثيرون،تلفظهم عائلاتهم وتستقبلهم الشوارع وصناديق القمامة