mercredi, juillet 12, 2006

صندوق القمامة 1


في مكان غير بعيد عن المنزل،يقبع صندوق كبير أخضر اللون يقذف فيه سكان الحي مخلفاتهم بعد أن كانت ترمى الأزبال في أي فضاء فارغ...نقطة حسنة في سجل المجلس البلدي الذي أكرمنا بصندوق قمامة من النوع الجيد بعد سنين طويلة من المعاناة اليومية وتقديم كمية كبيرة من الشكاوى الى الجهات المسؤولة...لكن هذا الصندوق خلق لنا في البيت إشكالية كبيرة...فشركة النظافة المملوكة لثري من المدينة،لم تجد مقرا دائما للصندوق إلا بجانب البيت...فأصبحنا محاطين طيلة ساعات الليل والنهار بالناموس والذباب وروائح من كل صنف ونوع...هذا الصندوق أصبح يزوره يوميا أشخاص عديدون...فهناك جامعي محتويات القمامة المفرزة من كارتون وورق مقوى وزجاجات فارغة وخبز يابس وبقايا قماش وقطع حديد ومواد بلاستيكية ،حيث يحملون حصيلة ما جمعوه لتباع في سوق المخلفات ليتم تدويرها وتصنع منها أشياء بسيطة وجديدة...والحقيقة أن هذه العينة من الناس تساهم في الحفاظ على البيئة دون أن تعلم ذلك...وهناك صنف آخر يزور الصندوق وهم الفقراء الجائعون والمشردون العابرون الذين يبحثون عن بقايا طعام أو عبوة حليب فاسدة آو بقايا دجاج أو بعض لحم عالق في العظام...هدفهم هو ملء بطونهم الفارغة بأي شيئ...بطبيعة الحال،صندوق القمامةالمتواجد في حي شعبي ليس هو صندوق القامة المتواجد في حي راقي...فمخلفات الطبقة الثرية أحسن جودة من من مخلفات الطبقة الفقيرة الشعبية...التمييز حتى في الصناديق...ذلك أمر مفهوم ولايحتاج الى تبيان...والصراع يكون شديدا على قمامة الأغنياء،وهنالك جماعات تحتكر هذه الصناديق وتباع محتوياتها قبل أن يقذف الغني بمخلفاته في الصندوق...وأنت وحظك...يمكن أن تلتقط أشياء ذات قيمة مادية...ويمكن أن لاتجد إلا القليل من غني بخيل...المهم أن عالم صناديق القمامة عالم عجيب...الكل يجد فيه مبتغاه :الذباب والناموس والبشر والماشية والكلاب والقطط