vendredi, septembre 08, 2006

حوار الكعب العالي والإسكافي / 7



ماذا حدث عزيزتي؟؟...أحس بك مهمومة
حدث لي اليوم أمر مضحك
كثرت في الآونة الأخيرة أمورك المضحكة
فعلا...النحس يطاردني
أنت لست غراب
هههه...ولست بومة
ماذا حدث لك إذن؟؟
ما حدث هو اني وقعت في ورطة مضحكة اليوم
شوقتيني لمعرفتها
اليوم كنت مدعوة الى حفل خطوبة صديقة لي...تزوقت ولبست أحلى قفطان وجلباب لي وأحلى حذاء
آه...هو اذن الحفل لم يكن ممتعا
لا...انه حظي العاثر وليس الحفل
كيف هذا؟؟
أخدت سيارة أجرة لتحملني الى منزل صديقتي...طلبت من السائق ان يقف لي امام متجر هدايا لأشتري هدية لها
وبعد؟؟
نزلت من السيارة ومضيت الى المتجر...كنت ألبس في رجلي حذاء ذو كعب عالي أخصصه للحفلات...أردت المرور فوق الطوار فانكسر الكعب عند اصطدامه ببالوعة حديدية
ههههه...جميل جدا منظرك وأنت هكذا
فعلا كنت في حالة مزرية واضطراب شديد...رجل فيها فردة حذاء بكعب عالي ورجل فيها فردة تكسر كعبها...وأنا في قمة الشياكة
ماذا حدث بعد ذلك؟؟
تسألني ماذا حدث...نظرت يمنة ويسرة فوجدت الناس ينظرون الي ببلاهة ومنهم من يضحك...المشكل ان الحادث وقع أمام مقهى..وانت تعرف تعليقات صنف الرجال على امرأة انكسر كعب حذائها
أعرف...لم يرحموكي اذن...هل قدموا لك مساعدة؟؟
مساعدة؟؟...انت واهم..هم تمنوا أن أبقى واقفة على الطوار أمامهم كعارضة أزياء جميلة بدون كعب
ههههه...والله حظك عاثر...ماذا حدث بعد ذلك...؟؟
احمر وجهي خجلا...لم أقدر على المضي في طريقي ولم أقدر على الوقوف
ماذا فعلت إذن؟؟
جلست على كرسي في المقهى...لم تكن هناك امرأة غيري جالسة في مقهى مملوءة بصنف الرجال
فرصة أخرى للرجال لكي يتغامزون عليك
ذلك ما فعلوا...كنت أحس بنظراتهم تخترقني وكأنني مخلوق فضائي نزل عليهم فجأة
تمنيت أن أراك هناك سيدة أنيقة معطرة وفي رجلها حذاء بدون كعب
لاتستهزئ بي...كفاني ما لقيت اليوم من صنف الرجال
اكملي...ما حدث؟؟
بقيت جالسة...أردت الاتصال هاتفيا بالمحمول بعائلتي ليأتوا ويأخدوني فوجدت رصيدي في الهاتف لايسمح لي بإجراء المكالمة....لم أتمكن من الوقوف جانب الطريق للبحث عن سيارة أجرة لان منظري كارثي وانا واقفة...حتى انه لايوجد هنالك متجر لبيع الاحدية قريب من مكان تواجدي
يا للهول...هذه مصيبة...يوم مشؤوم
أتدري...أول مرة أفكر في الاسكافي وأعرف قيمة ما يقوم به من عمل جليل لنا دون أن نحس بذلك
فعلا...أظنك تمنيت إسكافيا بالقرب منك وتؤدين له ثمنا مضاعفا لاصلاح حذائك
نعم..تمنيته بقوة...والغريب أني أمرفي طريقي بالاسكافي كثيرا ولم أنتبه يوما الى قيمة عمله الا في تلك اللحظات العصيبة
وبما انتهت الحكاية؟؟
فكرت وفكرت...ثم حزمت أمري..لم أجد بدا من نزع الحذاء من رجلاي الاثنتين ونهضت واقفة
يعني أصبحت حافية
نعم...أمسكت الحذاء الملعون في يدي ومضيت في طريقي حافية القدمين...لاأهتم بشيء
هههه...والله حكاية جميلة هذه...هل سرت طويلا هكذا؟؟
لا ليس كثرا...من حسن حظي أن سيارة أجرة وقفت في الجانب الاخر من الطريق...لاحظت ان رجلا قد اتجه اليها ليستقلها...فهرولت اليها مسرعة كالسهم....فتحت الباب وألقيت بنفسي في المقعد الخلفي حتى ان السائق اندهش لامري
ماذا قال لك؟؟
حسبني مجنونة اقتحمت عليه السيارة
ههههه....ورجعت الى البيت؟؟
بالطبع...ضاع الحذاء وضاع الحفل وخسرت مالي في هدية لم أهديها وغضبت مني صديقتي لعدم حضوري حفلها....يوم مشؤوم
فعلا...أنصحك ان تحملي معك دائما في حقيبة يدك حذاء احتياطي للطوارئ
فكرة جيدة عزيزي....ولكن...بالله العظيم لن ألبس بعد اليوم حذاء ذو كعب عالي...أبدا...آبد
ا